حبيبتي الغالية:
أكتب لك رسالة حبرها الدم بها آهات تحترق من أجلك , أخيتي الغالية كم تنافسنا بانتقاء أجمل اللابس وارتداء أغلى الحلي و الماركات في هذه الدنيا الفانية, لقد أنعم الله عليك بالجمال و النعم الطوال مالي أراك كلما أنعم الله عليك بنعمة ازددت تجبرا , وكلما ستر الله عليك ازددت تفلتا , أردت أن أكلمك باختصار عن ثلاثة أمور إن لم تخشيها ففعلي ما بدا لك:
الموت و سكرات الموت:
سأكلمك عن موت العاصين المقصرين في البداية سيأتي ملك أسود , قاتم الشعر , منتن الريح (أي رائحته كريهة جدا) , أسود الثياب , ويأخذ الروح بكفن أسود وهو يقول أبشر يا عدو الله بالنار ويرى الميت مقعده من النار, هذا و العذاب الذي يلاقيه في نزع الروح تأخذ الروح من كل عرق بصعوبة شديدة والله إن ضرب السيوف , ونشر المناشير بك أهون من هذا النزع, وهذا و يطاف بالروح إلى السماء السابعة وفي كل سماء يسألون من صاحب هذه الروح الخبيثة فيقال فلان ابن فلان , أتتحملين كل هذا؟ هذا ما علمته , فالذي لا أعلمه أدهى, هيهات و إن قبضت روحك على معصية , يا ويلك و يا عذابك.
البرزخ إنه القبر يا أمة الله:
أتعلمين أنك بعد أن تدفنين سيرد إليك روحك , سمعك وبصرك ؟
انه قبر لا فيه خليل ولا حبيب , انه المظلم الموحش , أتتحملين أن تجلسين في دار فيها جميع أنواع الرفاهية لمدة سنة لكن لا تحدثين أحد ولا تخرجين؟ والله لا تستطيعين , فكيف بقبر هو حفرة من حفر النار للعاصين؟ أمتأكدة أنك ستجيبين على سؤال الملكين؟ أتتحملين مطرقة لو ضربت برأسك أنزلتك إلى سابع أرض , قبر يضيق عليك إلى أن تختلف أعضائك, أفعى تعصرك عصرا , ودودا يأكلك وهذا كله و الروح موجودة تحسين به و تعينه, هذا غير العذاب النفسي و هو أن ترين نفسك و انت في النار و ما يفعل بك , اتقي الله واخشي على نفسك
النار:
نار ضعف نار الدنيا بسبعين مرة عليها ملائكة غلاظ شداد , إن أقل من يتعذب فيها أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يلبس نعال من نار يبقبق رأسه يظن أنه أكثر أهل النار عذابا علما بأنه خالدا مخلدا , جهنم لبسها نار ونومها نار و أكلها زقوم يغلي في البطون يقطع الأعضاء والماء حميم إن قربته لتشربينه الوجه يقع من شدة حرارته تتخيلين الموقف؟
إن بشرتك التي تضعين عليها المساحيق سوف يغطيها التراب,إن عيونك التي تنظرين بها إلى الحرام سيأكلها الدود إن أذناك التي تسمعين بهاالأغاني سوف يصب فيها الحميم تفكري وإن استطعتي أن تبيعي جنة عرضها السموات و الأرض و تستطيعين ان تتحملي هذا العذاب ففعلي ما شئت وفي النهاية أحبك في الله